من خلال قليل من القراءة في أحداث القرن العشرين، استطعت أن أخمن أو اتوقع أن الدعوة الدينية ( الإسلامية ) في بداية القرن العشرين كانت تختلف تماماً عن الدعوة الدينية بعد ظهور جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسها "حسن الساعاتي" المعروف بحسن البنا.
![]() |
كيف كان الإسلام قبل ظهور جماعة الإخوان المسلمين ؟ |
وهذا الفرق الكبير بين الدعوة الدينية ( الدعوة الإسلامية ) قبل وبعد حسن البنا يمكن أن نعبر عنه ببساطة كما عبّر عنه الرئيس السادات في مذكراته ( البحث عن الذات - قصة حياتي ) في الصفحة رقم ٣٥ يقول السادات :
"كنت قد سمعت الكثير عن الإخوان المسلمين وكنت أتصور أنها جماعة دينية هدفها الوحيد الإصلاح الخلقي وإحياء قيم الإسلام .. ولكني بعد أن استمعت إلى الشيخ حسن البنا بدأ مفهومي يتغيّر بعض الشىء فقد كان الرجل يتكلم عن الدين والدنيا معاً .. وبأسلوب جديد لم نألفه من رجال الدين."
انتهى الاقتباس
الرئيس السادات نشأ وترعرع في قرية مصرية بسيطة جدا ( قرية ميت أبو الكوم ) إلا أنه لم يسمع في هذه القرية شيخ يتحدث مثل الشيخ "حسن البنا" ، بالإضافة إلى أنه انتقل بعد ذلك إلى القاهرة، وأنهى تعليمه الأساسي والعسكري فيها، ولم يقابل طوال هذه الرحلة شيخ يتحدث كما سمع الشيخ حسن البنا يتحدث سنة ١٩٤٠ أمام مجموعة من زملائه الجنود.
ما أريد أن أقوله باختصار، أن قبل "حسن البنا" لم يكن يتحدث رجل الدين في أمور السياسية، لم يكن لرجل الدين أي إهتماماتْ سياسية، ولم يكن يخوض في كلامه وخطبه الدعوية والوعظية في شؤون إدارة البلاد، لذلك كان كلام حسن البنا غريب وغير مألوف بالنسبة للرئيس السادات عندما استمع إليه لأول مرة، وكانت هذه أولى لحظات تكوّن وتشكل ما بات يعرف اليوم بالإسلام السياسي الذي لم يكن موجودا بالصورة التي أصبحنا نعرفها اليوم من قبل .. بل ظهر ونشأ حديثاً في العالم الإسلامي، خاصة في بداية القرن العشرين كحركة ضمن حركات التحرر التي كانت موضة عالمية في ذلك الوقت.
هذا موضوع لازلت أبحث فيه واعتقد انه موضوع كبير وربما سيغيّر كثيراً من مواقف بعض الشباب المتحجرة والرافضة للدين بشكل عام.
وللحديث بقيّة ...
اسماعيل محمد
الاسكندرية صباح يوم ٧ إبريل / نيسان ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق