الدنيا كانت بتتطور في العالم الغربي بشكل مستمر لغاية اللحظة اللي العالم الغربي بدأ يحتك فيها بينا إحنا هنا في عالمنا العربي والإسلامي ( عالمنا العربي والإسلامي كان رايح في داهية تحت سيطرة العثمانيين اللي كانوا محرمين الطباعة ومعيشنا في العصور الوسطى حرفياً ).
وصول العالم الغربي عندنا عمل صدمة كبيرة للمجتمعات العربية وخصوصا مصر اللي بدأت تفوق وتنهض وتحاول تلحق بالتطور الغربي على إيد أسرة محمد علي وبدأت المدارس وبدأت البعثات التعليمية لأوروبا ( زي ما دول الخليج ما بتعمل دلوقتي وبتبعت أولادها للدراسة في الغرب ).
في القرن التاسع عشر الوضع مكنش يعني في أفضل حالاته في أوروبا وبدأت تتبلور في أوروبا أفكار كانت جديدة خالص وقتها .. أفكار تحت مسميات كانت جديدة جداً .. زي القومية .. والأصالة .. وده كان تمهيد للحروب اللي عانت منها أوروبا .. الحرب العالمية الأولى .. والحرب العالمية التانية .. والحروب دي أثرت بشكل كبير جدا علينا احنا في مصر والشرق الاوسط.
![]() |
نشأة الإسلام السياسي باختصار |
في الحرب العالمية الأولى سقطت الخلافة العثمانية ووقعنا احنا فيما يسمى الآن بالعالم العربي أو الوطن العربي تحت سيطرة الدول اللي انتصرت في الحرب العالمية الأولى ( بريطانيا العظمى ، فرنسا ).
سقوط مصر تحت الانتداب أو الوصاية الإنجليزية طورنا بشكل ما .. وبدأ الإنسان المصري يدوّر على هوية خاصة بيه يقدر يعرف نفسه بيها ... متأثراً بالترند اللي كان مجتاح اوروبا .. الترند اللي صنع الفاشيات الأوربية ( ألمانيا المثال الأبرز ) اللي كانت بتحارب انجلترا ( انجلترا هي البلد اللي في نظر المصري مُحتل لبلده مصر ووصي عليه ( المُستعمر ) )
وبدأت في اللحظات دي مخاض وولادة ما يسمى بالإسلام السياسي كمسار للبحث عن هوية للإنسان المصري .. وبدأ الإسلام السياسي يحاول فرض نفسه بأي طريقة على المُجتمع ولكن حركة الضباط الأحرار لم تعطي لحسن البنا واتباعه الفرصة بوصولها إلى حكم مصر في ١٩٥٢ وبدأت رحلة محاولات الإسلام السياسي للسيطرة على مصر.
وعن ولادة الإسلام السياسي : قام الكاتب عبدالرحيم كمال في مسلسله الجديد في رمضان ٢٠٢٢ ( جزيرة غَمام ) في أولى حلقات المسلسل من تمثيل ولادة الإسلام السياسي في شخصية "مُحارب" ( فتحي عبد الوهاب ) متمثلاً في بداية ظهور الرغبة بالسيطرة باستخدام الدين، وتحويل الدين من مجرد تعاليم إلى قوانين سياسية حاكمة ومُتحكمة في المجتمع والناس ومن ثم بعد ذلك الدولة نفسها ومؤسساتها المختلفة.
لم يتمكن الإسلام السياسي من السيطرة على الحياة في مصر ولكن نكسة عام ١٩٦٧ كانت مرحلة فاصلة في تاريخ جماعات الإسلام السياسي .. فالوضع انقلب ١٨٠ درجة لصالحها بعد هزيمة ٦٧ وبدأت رحلة سيطرة هذه الجماعات بأفكارها الفاشية على المجتمع وعلى العقل الثقافي والعقل الجمعي للمجتمع المصري ( بالمناسبة العقل المصري كان في أسوأ حالاته لأنه تم حرثه لفترة طويلة بأفكار أكثر فاشية وقمعية متمثلة في القومية العربية التي كانت مبنية على رفض اليهود ورفض الدولة العبرية ، بالإضافة إلى الخصومة الأبدية مع الغرب )
لا تختلف -من وجهة نظري- فلسفات جماعات الاسلام السياسي كثيرا عن فلسفات القوميات الفاشية الأوروبية أو حتى عن فاشية القومية العربية اللي وصلت للحكم والتأثير في مصر والعالم العربي من قبلها، ولكن نجحت أوروبا سريعا من التخلص من هذه الفلسفات الفاشية ولم ننجح نحن في مصر والعالم العربي من التخلص من سيطرة هذه الجماعات بأفكارها الفاشية.
ولا يمكنني التخمين هل سننجح من التخلص من هذه الجماعات وهذه الفلسفات الفاشية إلى الأبد ونهائياً أم أننا سنعاني منها لفترة أطول مما اتوقع .. خصوصا أننا لا نزال نعاني من الآثار السلبية للفكر السابق للإسلام السياسي ( القومية العربية )
ودائما للحديث بقية ...
ولا يمكنني التخمين هل سننجح من التخلص من هذه الجماعات وهذه الفلسفات الفاشية إلى الأبد ونهائياً أم أننا سنعاني منها لفترة أطول مما اتوقع .. خصوصا أننا لا نزال نعاني من الآثار السلبية للفكر السابق للإسلام السياسي ( القومية العربية )
ودائما للحديث بقية ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق