اعتاد المثقفين والمفكرين وحتى بعض المحللين السياسين بتوعنا على ربط اسرائيل بأمريكا برباط قوي ومقدس وكأن اسرائيل هي ذراع لأمريكا في الشرق الأوسط، وصراحة هذا الكلام او هذا التحليل هو تحليل من خيال هؤلاء المفكرين والمثقفين .. ففي أبسط قراءة للأحداث التاريخية في القرن العشرين سنكتشف ان الولايات المتحدة في بدايات القرن كانت تعارض أساسا قيام دولة اسرائيل في هذه المنطقة، وبعض الرؤوساء الأمريكيين كانوا يتصورون اسرائيل في أماكن أخرى في العالم ( أفريقيا مثلا او أمريكا الجنوبية ) كالرئيس روزفلت ( ١٩٣٣- ١٩٤٥ ) ، وفي العدوان الثلاثي على مصر ( ١٩٥٦ ) لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دوراً أساسياً في وضع حد للعدوان وأمرت اسرائيل بالانسحاب من سيناء.
المُلاحظ أنه بمرور الوقت كان الرأي العام الأمريكي يقف أكثر فأكثر مع اسرائيل على حساب العرب وهذا ليس بسبب مؤامرة او سحر او شعوذة، وإنما يعود إلى أن اسرائيل كانت تعمل بمنتهى الجهد والإخلاص على تقوية شوكة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، هذا اللوبي استطاع بمرور الوقت إقناع الأمريكيين بأن اسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط وبأنها خير حليف لأمريكا في المنطقة، وستراعي مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من غيرها.
بينما ما حدث عندنا هو أننا فضلنا نكذب لغاية ما تحوّلت الكذبة إلى الحقيقة تقريباً !
ارجع وأكرر ان اللي ودانا في داهية كان المثقفين والمفكريين وأكيد طبعا سياستنا العربية في الخمسينات والستينات ( القومية العربية والفكر اليساري ) .. إلى أن جاء الرئيس السادات ووضع حد للهراء السياسي والدبلوماسي وصحح الأوضاع، وجدير بالذكر أن اليوم وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على اتفاقية السلام التي عقدها الزعيم السادات برعاية أمريكية مع اسرائيل بدأت بعض الدول العربية في أخذ نفس الطريق الذي أخذه السادات من قبل.
كان الرئيس السادات ( رحمه الله ) يملك القدرة على تقدير ووزن الأمور والأحداث بواقعية وبشكل عملي بعيد عن الشعارات والخطب الكلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق